عدد المساهمات : 464 نقاط : 1332 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/03/2009
موضوع: ترجمة جمال الدين الاسنوي رحمه الله الأربعاء نوفمبر 25, 2009 10:36 pm
ترجمة جمال الدين الاسنوي رحمه الله
من طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة رحمه الله :
عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم، الإمام العلامة، منقح الألفاظ، محقق المعاني، ذو التصانيف المشهورة المفيدة، جمال الدين أبو محمد القرشي، الأموي، الإسنوي المصري. ولد بأسنا في رجب سنة أربع وسبعمائة، وقدم القاهرة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، وسمع الحديث، واشتغل في أنواع من العلوم، وأخذ الفقه عن الزنكلوني والسنباطي والسبكي وجلال الدين القزويني والوجيزي وغيرهم، وأخذ النحو عن أبي حيان وقرأ عليه التسهيل، .
قال المذكور في الطبقات: وكتب لي بحث على الشيخ فلان إلى آخر النسبة، ثم قال لي: لم أشيخ أحداً في سنك. وأخذ العلوم العقلية عن القونوي والتستري وغيرهما. وانتصب للاقراء والإفادة من سنة سبع وعشرين، ودرس بالآقبغاوية والملكية والفارسية والفاضلية، ودرس التفسير في جامع ابن طولون، وولي وكالة بيت المال ثم الحسبة، ثم تركها، وعزل من الوكالة، وتصدى للأشغال والتصنيف، وصار أحد مشايخ القاهرة المشار إليهم. وشرع في التصنيف بعد الثلاثين.
ذكره تلميذه سراج الدين بن الملقن في طبقات الفقهاء وقال: شيخ الشافعية، ومفتيهم، ومصنفهم، ومدرسهم، ذو الفنون: الأصول والفقه والعربية وغير ذلك.
وقال الحافظ ولي الدين أبو زرعة في وفياته: اشتغل في العلوم حتى صار أوحد زمانه، وشيخ الشافعية في أوانه، وصنف التصانيف النافعة السائرة كالمهمات، وفي ذلك يقول والدي من أبيات: أبدت مهماته إذ ذاك رتبته ... إن المهمات فيها يعرف الرجل
وتخرج عليه خلق كثير، وأكثر علماء الديار المصرية طلبته. وكان حسن الشكل، حسن التصنيف، لين الجانب، كثير الإحسان للطلبة، ملازماً للافادة والتصنيف. وأفرد له الوالد ترجمة، وحكي عنه فيها كشف ظاهر. توفي فجأة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، ودفن في تربته بالقرب من مقابر الصوفية.
ومن تصانيفه جواهر البحرين في تناقض الحبرين - فرغ منه في سنة خمس وثلاثين، والتنقيح على التصحيح - فرغ منه في سنة سبع وثلاثين، وشرح المنهاج للبيضاوي وهو أحسن شروحه وأنفعها - فرغ منه في آخر سنة أربعين، والهداية في أوهام الكفاية - فرغ منه سنة ست وأربعين، والمهمات - فرغ منها سنة ستين، والتمهيد - فرغ منه سنة ثمان وستين، وطبقات الفقهاء - فرغ منه سنة تسع وستين، وطراز المحافل في ألغاز المسائل - فرغ منه في سنة سبعين.
ومن تصانيفه أيضاً كافي المحتاج في شرح منهاج النووي في ثلاثة مجلدات، وصل فيه إلى المساقاة، وهو شرح حسن مفيد منقح، وهو أنفع شروح المنهاج. والكوكب الدري في تخريج مسائل الفقه على النحو، وتصحيح التنبيه، والفتاوى الحموية - هذه تصانيفه المشهورة. وله اللوامع والبوارق في الجوامع والفوارق، ومسودة في الأشباه والنظائر، وشرح عروض ابن الحاجب، وقطعة من مختصر الشرح الصغير، قيل إنه وصل فيه إلى البيع، وشرح التنبيه، كتب منه نحو مجلد، وكتاب البحر المحيط كتب منه مجلدا. اهـ
قال في الدرر الكامنة :
وكان فقيهاً ماهراً أو معلماً ومفيداً صالحاً مع البرو الدين والتودد والتواضع وكان يقرب الضعيف المستهان ويحرص على إيصال الفائدة للبليد وكان بما ذكره عنده المبتدىء الفائدة المطروقة فيصغى إليه كأنه لم يسمعها جبراً لخاطره وكان مثابراً على ايصال البر والخير لكل محتاج هذا مع فصاحة العبارة وحلاوة المحاضرة والمروءة البالغة اهـ
وقال : رأيت بخط الشيخ بدر الدين الزركشي كانت جنازته مشهودة تنطق له بالولاية . اهـ
وقال في الدرر في ترجمة ابن العماد رحمه الله :
ومهر وتقدم في الفقه وسعة نظره بحيث كتب على المهمات لشيخه الأسنوي كتاباً حافلاً فيه تعقبات نفيسة سماها التعقبات على المهمات اكثر فيه من تخطئته وربما أفذع في بعض ذلك ونسبه لسوء الفهم وفساد التصور مع قوله إنه قرأ الأصل على مصنفه ولكن قد سمعت بعض الفضلاء يقرر حسن مقصده في ذلك لتضمنه التفات الناس إلى سماع ما رأى أن غيره خطأ لأنه لو أورد الكلام ساذجاً بدونه لم يلتفتوا إليه لكون الأسنوي أجل عندهم وأعلم،
وأما شيخنا فقال إن في ذلك أدل دليل على بركة الشيخين والجزاء من جنس العمل اهـ